
إنّ القضية الفلسطينية لم تعد قضية تخص الشعب الفلسطيني وحده، بل هي قضية كل عربي، وكل مسلم، بل وكل إنسان حرّ يؤمن بالعدالة وكرامة الإنسان. فهي تمثل صراعًا بين الحق والباطل، بين شعب أعزل يُنتهك حقه يوميًا، وعدو لا يعرف للرحمة طريقًا.
بأي حق يُقتل طفل رضيع لا يدرك شيئًا من هذه الحياة؟ بأي ذنب تُغتصب امرأة عربية مسلمة أمام زوجها وأبنائها وأهلها؟ بأي قلب يُنتهك عرض إنسان أمام عينيه، وهو عاجز عن الدفاع عن نفسه؟ بأي منطق يُقتل شيخ كبير في السن، ويُعذّب ويُقذف دون رحمة أو شفقة؟
إنّ ما يواجهه الشعب الفلسطيني لا يمكن اختزاله بكلمات تُكتب بحبر رخيص، بل هي كلمات تُسطّر بدماء الشهداء، وأنّات الجرحى، ودموع الثكالى. القضية الفلسطينية هي عنوان للمعاناة والظلم، وصورة حيّة لصمود شعب يناضل من أجل حقه في الحياة والحرية.
إنّ هدم المنازل فوق رؤوس ساكنيها، وتشريد الأسر الآمنة، وحرمان الأطفال من أبسط حقوقهم، كل ذلك يحدث أمام أعين العالم، الذي يختار الصمت، ويغضّ الطرف عن هذه الجرائم.
وحين نذكر فلسطين، لا تدمع أعيننا فقط، بل تدمع قلوبنا حزنًا وألمًا، على ما آل إليه حال الأمة، وعلى تقصيرنا في نصرة شعب يواجه الموت كل يوم، بكرامة وثبات.
لقد آن الأوان أن ندرك أنّ القضية الفلسطينية ليست فقط مسؤولية الفلسطينيين، بل هي مسؤوليتنا جميعًا، وواجبنا الإنساني والديني والأخلاقي يحتم علينا الوقوف إلى جانبهم، بكل ما أوتينا من قوة، دعمًا، ووعياً، وتضامناً.