رؤيتي

الليل وآخره”.. صراع لا ينتهي بين الحب والتقاليد

بقلم. عمر علي فؤاد

على مدار 30 حلقة، استطاع مسلسل الليل وآخره أن يأسر قلوب المشاهدين بقصة حب مستحيلة جمعت بين رحيم المنشاوي (يحيى الفخراني) والراقصة حسنات (نرمين الفقي). في النهاية، لم يكن البكاء هو تعبير حسنات عن فراق حبيبها، بل كانت تغني له الأغنية التي كان يعشقها: “يا شمس يا منورة غيبي وكفاية ضيك يا حبيبي، ودي يا ليالي وجيبي، وأنا ألاقي زيك يا حبيبي”.

المشهد الأكثر تأثيرًا كان لحظة وفاة رحيم، عندما دخلت والدته (هدى سلطان) غرفته لإيقاظه، لتجده مسجى بلا حراك، قبل ساعات فقط من تحقيق حلمه بالزواج من حسنات. رحل بعدما كافح طويلاً ضد العادات والتقاليد التي وقفت حاجزًا بينه وبين حب حياته، وبعدما واجه عائلته واستولى على ميراث أشقائه، انتقامًا منهم لرفضهم زواجه ممن أحبها منذ اللحظة الأولى التي رآها في إحدى الحفلات.

طرح المسلسل صراعًا قويًا بين الواجب العائلي والرغبات الشخصية، حيث ضحى رحيم بتعليمه وأحلامه من أجل تربية أشقائه، ليصبحوا أصحاب مكانة مرموقة؛ أحدهم دكتور جامعي ، والآخر مستشار، والثالث ضابط استشهد في حرب اكتوبر ١٩٧٣ ، والرابع صحفي. لكنه، في النهاية، أدرك أن كل ما قدمه للعائلة لم يكن كافيًا لمنحه حق الاختيار في حياته الخاصة.

لقد اهتم رحيم بتعليم أولاده مثلما اهتم بتعليم إخوته

ولمدة خمسة عشر عام لم يطالب احد من أخوة رحيم اخيهم بميراثه الشرعي

ولقد ابدعا المؤلف والمخرج حينما تركا نهاية المسلسل مفتوحة للمشاهدين ولا نعرف من الذي قتل وجيه ابن رحيم الأكبر ورجل الأعمال الشهير

بين التعاطف مع رغبة رحيم في العيش كما يريد، والغضب من استبداده بأموال إخوته، يضعنا المسلسل أمام تساؤل أبدي: هل الحب أقوى من التقاليد؟ أم أن الموت هو الوحيد القادر على إنهاء الصراعات وإجبارنا على إعادة حساباتنا؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى