رؤيتي

محمد رمضان بين النجومية والانحدار الأخلاقي: هل تجاوز الخطوط الحمراء؟

بقلم: عمر علي فؤاد

محمد رمضان، اسمٌ لامع في سماء الدراما المصرية، وفنان استطاع أن يلفت الأنظار بأدائه القوي وخاصة في الأدوار الصعيدية التي جسدها ببراعة في مسلسلات مثل ابن حلال ونسر الصعيد. نال شهرته الواسعة من خلال تجسيد شخصيات تعبر عن القوة والعدالة والمروءة، ما جعله قدوة ومحل إعجاب من قبل العديد من فئات المجتمع، خاصة الشباب.

ولكن، ما حدث مؤخرًا من هذا الفنان يضع علامات استفهام كبيرة حول حقيقة تلك الصورة التي اعتاد تقديمها لجمهوره. ففي إحدى حفلاته التي أقامها في دولة غربية، وتحديدًا في الولايات المتحدة الأمريكية، ظهر محمد رمضان ببدلة رقص نسائية، وبدأ في أداء حركات استعراضية لا تليق برجل يمثل مصر وفنّها، بل وتتناقض تمامًا مع القيم والمبادئ التي تربى عليها المجتمع المصري والعربي.

انتشر مقطع الفيديو على منصات التواصل الاجتماعي انتشار النار في الهشيم، وأثار حالة من الغضب والاستنكار الشديد بين مختلف الفئات العمرية والاجتماعية. فالذي أقدم عليه محمد رمضان لا يُعد مجرد تصرف شخصي، بل هو فعل يحمل دلالات سلبية عميقة، ويمس بشكل مباشر الذوق العام ويهدد قيم المجتمع، خاصة عندما يكون الفاعل شخصية عامة يُتابعها الملايين.

إن مثل هذه الأفعال لا يمكن تبريرها تحت مسمى “الفن” أو “الحرية الشخصية”، لأنها تتعارض مع القيم الإنسانية والدينية والأخلاقية التي نشأنا عليها. كما أنها تترك أثرًا سلبيًا في نفوس الأطفال والشباب الذين قد يرون في محمد رمضان قدوة ومصدر إلهام. ماذا ننتظر من جيل يرى نجومه يتجاوزون حدود الأدب والاحترام من أجل الشهرة أو المال؟

لقد أصبح من المؤسف أن نجد من يُلقّب نفسه بـ”نمبر وان” يُسيء إلى نفسه وإلى جمهوره بهذه الطريقة المبتذلة. نعم، ربما يكون “نمبر وان” في التراجع القيمي والتخلي عن المروءة، ولكنّه بالتأكيد لا يمثل إلا نفسه، ولا يمتّ بصلة إلى ما عهدناه من قيم ورجال حملوا على عاتقهم مسؤولية تقديم الفن الهادف والمحترم.

نحن اليوم في زمن اختلطت فيه المفاهيم، وتبدلت فيه الأدوار، وأصبح الرجال يتشبهون بالنساء، والنساء يقلدن الرجال، كل ذلك من أجل الشهرة والمال. لكن علينا أن نكون واعين بما يحدث، وأن نرفض مثل هذه الانحرافات السلوكية التي تضرّ بالمجتمع وتشكك في هويته.

إنني كمواطن مصري غيور على أخلاقيات مجتمعي، أطالب الجهات المعنية والمسؤولة عن تنظيم الفن والإعلام، بمساءلة محمد رمضان على ما بدر منه، وفتح تحقيق جاد حول هذا الفعل المشين، وفرض العقوبة المناسبة التي تحفظ للمجتمع توازنه، وتحمي أبناءنا من هذا الانحدار الأخلاقي المتسارع.

ما قام به محمد رمضان لا يمثل فقط سقطة فنية، بل هو سقوط أخلاقي مؤسف، يجب ألا يمر مرور الكرام، حفاظًا على ما تبقى من القيم والمبادئ التي كانت يومًا ما أساسًا في بناء شخصية الإنسان المصري والعربي.

نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى إعادة ضبط البوصلة الأخلاقية للمجتمع، وتحديد من يستحق أن يكون قدوة ومن يجب أن يُحاسب على أفعاله، فالمجتمع السليم لا يقوم على النجومية الفارغة، بل على المبادئ الثابتة التي تحترم الإنسان وتُعلي من شأنه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى