
كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة نيتشر البريطانية، أن الإنسان في العصر الحجري الأوسط نجح في عبور البحر الأبيض المتوسط ليستقر في جزيرة مالطا قبل نحو 8500 عام، في وقت كان يُعتقد فيه أن هذا الأرخبيل ظل غير مأهول حتى العصر الحجري الحديث.
الدراسة التي سلطت صحيفة لوفيغارو الفرنسية الضوء عليها، أشارت إلى أن آثارًا تم اكتشافها في موقع “لاتنيجا” الساحلي بجزيرة مالطا، منها مواقد بدائية وأدوات حجرية مدفونة تحت طبقة من الرماد، تدل على وجود بشري قديم يسبق ما كان يُعتقد سابقًا.
في السابق، اعتبر علماء الآثار أن أول من سكن مالطا هم المزارعون القادمون من القارة قبل حوالي 7400 عام، ممن جلبوا معهم الزراعة وتربية الحيوانات، دون معرفة أن شعوبًا أقدم – من الصيادين وجامعي الثمار – قد وصلوا إليها قبلهم بأكثر من ألف عام، وفقًا لما أوضحته عالمة الآثار إليانور سكيري، المشرفة على الدراسة.
وبحسب فريق البحث الدولي بالتعاون مع جامعة مالطا، فإن سكان ذلك الزمن اعتمدوا على أدوات بدائية من الحجر الجيري، وكان نمط حياتهم مختلفًا تمامًا عن المزارعين اللاحقين. فقد تميز نظامهم الغذائي بالتنوع واعتمد بشكل أساسي على الموارد البحرية، مثل الأسماك، والرخويات، والفقمات، إضافة إلى الطيور والغزلان الحمراء.
وتُظهر الدراسة أن هؤلاء السكان كانوا قادرين على التكيف مع البيئة البحرية واستغلال مواردها، ما يدل على امتلاكهم لمهارات ملاحية متقدمة نسبيًا في تلك الفترة. كما تشير إلى أنهم ربما قاموا برحلتهم بدافع الفضول أو الحاجة، في وقت بدأت فيه حركات سكانية أوسع في أنحاء البحر المتوسط.
وفي الختام، تؤكد الدراسة أن شعوب العصر الحجري الأوسط لم تكن محصورة في اليابسة كما كان يُعتقد، بل امتلكت القدرة على تنفيذ رحلات بحرية طويلة، تضاهي تلك التي قام بها البشر في مناطق مثل جنوب شرق آسيا وغينيا الجديدة.