
تحل اليوم، 4 مايو، ذكرى رحيل الكاتب والصحفي المصري الساخر محمود السعدني، الذي غادر عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 2010 عن عمر ناهز 82 عامًا، بعد مسيرة حافلة في عالم الصحافة والفكر، عُرف خلالها بلقب “الولد الشقي”، وكان من أبرز رواد الكتابة الساخرة في العالم العربي.
وفي مذكراته الشهيرة التي حملت نفس لقبه “الولد الشقي”، قدّم السعدني تأملات صريحة وجريئة في حياته، واصفًا مسيرته بأنها سلسلة من الأخطاء التي تعلّم منها ودوّنها ليشاركه فيها القراء.
كتب السعدني في مقدمة مذكراته:
“الأخطاء تصبح معالم على الطريق إذا استفاد منها المرء، لكنها تبقى مجرد أخطاء إن لم يتعلّم منها شيئًا، وقد تتحول في النهاية إلى خطايا تدفع صاحبها إلى السجن أو المشنقة.”
ويضيف: “من نجا من هذا كله دون أن يتغير، فليس له ماضٍ ولا ينتظره غد.”
السعدني لم يزعم أنه يروي “قصة حياته”، بل قال: “هي أخطاء حياتي، استفدت من بعضها، وأتمنى أن يستفيد القراء من البقية.”
وفي صفحات مذكراته نجد قصص ملوك ومتشردين، أبطال في هيئة رعاع، ورعاع يرتدون ثياب الأبطال، وحياة تخللتها العواصف والمآسي، لكنه رغم كل شيء يقول عنها: “كانت حياتي… وأنا أحبها!”
وفي اقتباس مؤثر من رواية للكاتب إروين شو، اختتم السعدني فصله بالتعبير عن تعلقه بحياته رغم ما مرّ به، مرددًا على لسان أحد الشخصيات: “كل ما قيل صحيح، لكنها كانت حياتي… وأنا أحبها.”
هكذا اختار “الولد الشقي” أن يكتب تاريخه، بين السخرية والصدق، بين الألم والحب، تاركًا إرثًا أدبيًا فريدًا لا يُنسى.