رؤيتي

هل الصراع مع إيران “مسرحية”؟

مقال لكل من صدّق هذه الكذبة

بقلم : دكتور مرزوق العادلي 

في كل مرة تُغتال شخصية علمية إيرانية، أو تُقصف منشأة نووية، يخرج علينا من يقول: “ده كله تمثيل… إيران وإسرائيل بيمثلوا علينا!” بس لو فكرت للحظة… هتكتشف إن الكلام ده ما ينفعش يصدقه عاقل.
 أولًا: علماء ماتوا فعلًا… مش مشهد في مسلسل
هل في دولة بتضحي بأهم عقولها علشان تخدع الناس؟!
محسن فخري زادة – الأب الروحي للمشروع النووي الإيراني، اُغتيل.
مجيد شهرياري، داريوش نجاد، مصطفى روشن – علماء تخصيب، اُغتيلوا.
ومؤخراً (يونيو 2025):
الدكتور بختيار كاوياني – خبير ليزر وطرد مركزي.
اللواء علي أكرمي – قيادي بالصناعات الدفاعية.
العقيد مهدي قرباني – ضابط إلكتروني قُتل في عملية معقدة.
دي دماء حقيقية، مش حبكة درامية.
ثانيًا: البرنامج النووي اتأخر بجد
كل هجمة إسرائيلية أو تخريب فني على “نطنز” أو “فوردو” سببت تأخير فعلي في تخصيب اليورانيوم، ووكالة الطاقة الذرية وثقت ده.
فهل إيران كانت بتعطل نفسها بإيديها؟!
ثالثًا: قادة كبار اتقتلوا، مش تم تبديلهم
قاسم سليماني – تم استهدافه بالتنسيق الأمريكي الإسرائيلي.
حسن صياد خدائي، محمد زاهدنيا، داود جعفري… أسماء وراءها سنوات من العمل المخابراتي والعسكري.
والعقيد قرباني قُتل خلال أيام قليلة.
فيه جنازات، فيه ردود فعل، فيه اعترافات… ده مش فيلم.
رابعًا: إسرائيل نالت نصيبها… وطلبت النجدة
قبل تدخل أمريكا، إسرائيل اتضربت من كل الجهات:
صواريخ من غزة، لبنان، اليمن، العراق.
شلل في المطارات.
رعب داخلي وهروب سكان.
ضربات دقيقة بطائرات مسيّرة.
اللي حصل ماكانش مجرد رد فعل بسيط… كان إنذار وجودي.
 خامسًا: إيران ردّت مباشرة على أمريكا نفسها
وده أقوى دليل إن اللي بيحصل مش تمثيلية.
بعد اغتيال قاسم سليماني، إيران:
قصفت قاعدة “عين الأسد” في العراق بضربات باليستية مباشرة.
وضربت قاعدة “العديد” الجوية الأمريكية في قطر بطائرات مسيّرة، وسط تكتم إعلامي أمريكي.
إيران كسرت الخط الأحمر وردّت لأول مرة على قواعد أمريكية بشكل معلن…
فهل كانت “بتمثّل على نفسها”؟!
طيب… مين اللي بيستفيد من إشاعة “المسرحية”؟
1. العدو الصهيوني: لما الناس تقتنع إن كل حاجة تمثيل، بيقل حماسهم لأي دعم للمقاومة.
2. أنظمة التبعية: بتغطي تخاذلها وغيابها عن الصراع.
3. المنهزمين نفسيًا: مش قادرين يصدقوا إن في شعب أو دولة لسه بتقاوم، فبيختاروا الراحة في “اللاوعي الجماعي”.
 ونستنتج مما سبق اني اللي بيحصل مش فيلم.
اللي بيموتوا مش كُومبارس.
واللي بيدفع التمن مش شعب مُخدوع… بل مشروع مستقل.
اللي يقول “مسرحية” يا إما:
مايعرفش حاجة،
أو بيساعد العدو من حيث لا يدري،
أو بيدور على حُجّة يهرب بيها من مواجهة الحقيقة.

افهموها :  فيه صراع حقيقي فوق الأرض… وإحنا جزء منه، شئنا أم أبينا.

ومصر… كما عهدناها لم تكن غائبة عن المشهد، بل كانت تتابع وتُقيّم بحكمة وثبات.
فالرؤية المصرية لأمنها القومي تظل ثابتة: دعم الاستقرار، ورفض التدخلات، وعدم الانزلاق وراء الفوضى أو الانفعال.
مصر تدرك أن أي تصعيد غير محسوب في الإقليم لا يخدم إلا أعداء الأمة، لذا تمسكت بثوابت الدولة العاقلة: حماية مصالحها، ومناصرة الحق، دون الوقوع في فخ الاستقطاب الأعمى… حفظ الله مصر قيادةً وشعباً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى