
في 30 يونيو 2013، خرج ملايين المصريين في واحدة من أعظم موجات الحراك الشعبي في التاريخ الحديث، رافضين حكم جماعة الإخوان التي استغلت الدين ستارًا للسلطة، وأرادت اختطاف الدولة لصالح مشروعها الخاص المعادي لهوية مصر ومصالحها العليا.
لم تكن الثورة مجرد احتجاج على الفشل السياسي والاقتصادي، بل كانت انتفاضة وعي ضد محاولات هدم الدولة من الداخل، وضد من أرادوا تقسيم المجتمع، وزرع الفتنة الطائفية، وضرب مؤسسات الدولة وعلى رأسها الجيش والقضاء والإعلام.
أثبت الشعب المصري أنه الحامي الأول لوطنه، فاستجاب الجيش لإرادة الجماهير، وساند ثورة أنقذت البلاد من الانزلاق نحو الفوضى والتفكك كما حدث في دول مجاورة.
لقد أسقطت ثورة 30 يونيو أوهام “الخلافة” و”التمكين”، وأسقطت معها جماعة المتأسلمين التي تاجرت بالدين واحتقرت الوطن. وأعادت لمصر هويتها الوطنية الجامعة، وأكدت أن الدين لله والوطن للجميع.
اليوم، وبعد أكثر من عقد على تلك الثورة، يتأكد للجميع أن 30 يونيو لم تكن لحظة غضب عابرة، بل كانت ضرورة تاريخية لحماية الأمن القومي المصري، واستعادة الدولة من مخالب جماعات لا تؤمن إلا بمصالحها الضيقة وتنظيماتها العابرة للحدود.