في ذكرى مولده.. اكتشف كمال صفات النبي محمد صلى الله عليه وسلم.. نموذج القدوة الحسنة
تحل علينا ذكرى المولد النبوي الشريف، وهي مناسبة عظيمة نستلهم منها العبر، ونستعيد سيرة أعظم إنسان عرفته البشرية، النبي محمد صلى الله عليه وسلم. لم تكن عظمته محصورة في رسالته للدين الأسلامي فحسب، بل تجسدت في شخصيته الفذة وصفاته الكاملة التي جعلت منه قدوة ونموذجًا لكل زمان ومكان.
الصدق والأمانة: لقب “الصادق الأمين”
من أبرز الصفات التي عُرف بها النبي محمد حتى قبل بعثته هي الصدق والأمانة.
كان أهل قريش يلقبونه بـ “الصادق الأمين”، وذلك لثقتهم المطلقة به في كل ما يقول أو يفعل. فكانوا يودعون عنده أموالهم وأسرارهم، لأنه كان لا يخون عهدًا ولا يخلف وعدًا. وقد ظل على هذه الصفة حتى بعد بعثته، فكانت أفعاله وأقواله متطابقة.
الرحمة والتواضع: قلب رؤوف لكل الخلائق
كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم رحيمًا بكل شيء، بالإنسان والحيوان والنبات. قال تعالى عنه: “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ”. كانت رحمته تشمل المسلم والكافر، القوي والضعيف. وكان متواضعًا رغم عظم مكانته، يأكل مع الفقراء، ويجالس الضعفاء، ويخدم نفسه وأهله. لم يكن يفضل نفسه على أحد، وكان يقول: “إنما أنا عبدٌ آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد”.
الشجاعة والصبر: مواقف خالدة في وجه الصعاب
لم تكن حياة النبي سهلة، فقد واجه الكثير من التحديات والصعوبات، لكنه كان مثالًا للشجاعة والصبر. في معركة حنين، عندما تراجع المسلمون في البداية، ظل النبي ثابتًا في مكانه، مما أعاد الثقة إلى نفوسهم. كما كان صبورًا على الأذى الذي لحق به من قومه، فكان يدعو لهم بالهداية بدلًا من الدعاء عليهم.
الكرم والجود: عطاء لا ينضب
كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم أجود الناس، يصفه جابر بن عبد الله رضي الله عنه قائلًا: “ما سئل النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا قط فقال: لا”. كان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، ويفرح بإدخال السرور على قلوب الفقراء والمساكين.
التسامح والعفو: رسالة سلام للعالم
تجلت صفة التسامح والعفو لدى النبي محمد في أعظم صورها يوم فتح مكة. بعد كل ما فعله أهلها من إيذاء وتعذيب له ولأصحابه، وقف وقال لهم: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”. لقد كان هذا الموقف درسًا عظيمًا في العفو عند المقدرة، يثبت أن الإسلام دين سلام ورحمة.
في هذه المناسبة المباركة، لا يكفي أن نحتفل بذكرى مولده، بل الأهم أن نحيي صفاته في حياتنا، ونجعله قدوة لنا في كل أقوالنا وأفعالنا
اللهم اجمعنا بـنبينا محمد عليه الصلاة والسلام واحشرنا في زُمرته وارزقنا شفاعته وأوردنا حوضه يارب العالمين اللهم يا ارحم الراحمين، شربة هنيئة مريئة من حوض نبيك الشريف محمد صلى الله عليه وسلم لا نظمأ بعدها أبدا وصلي الله وسلم وبارك علي محمد وعلي اله وصحبه اجمعين.نقلاً عن بوابة الأهرام
