
لم تعد مواقع التواصل مجرد وسيلة للتسلية أو الترفيه، بل تحولت إلى دفتر اعترافات مفتوح يكتب فيه الناس أسرارهم، آلامهم، ومواقفهم التي لا يجدون من يصغي إليها.
السبب بسيط: الأسرة مشغولة ولا تسمع أبناءها، والحكومة بعيدة ولا تصغي لمواطنيها، والمؤسسات ترى موظفيها كأرقام لا كأشخاص، وفي هذه المساحة المهجورة من الإنصات، وجد الناس في “الفيسبوك” و”تويتر” و”تيك توك” حضنًا باردا يحتوي … لكنه أقسى مما يتصورون.
ومثال علي ذلك:
هدير عبد الرازق التي فجرت قصتها عن التحرش على السوشيال ميديا، فتحولت قضيتها إلى قضية رأي عام.
أو أزمات الفنانين مثل شيرين عبد الوهاب وزوجها حسام حبيب، التي أصبحت حياتهما الخاصة مسرحا للفرجة العامة.
وحتى السياسيين لم يسلموا؛ تصريحات شخصية أو انفعال لحظي قد يتحول إلى عاصفة سوشيال تطيح بمستقبل صاحبها.
هذه الأمثلة تكشف أن السوشيال ميديا ليست “أذنا رحيمة” كما يتصور البعض، بل منصة لا تنسى، وذاكرة لا تمسح. والكلمة فيها قد تتحول إلى فضيحة، والصورة إلى سلاح، والاعتراف إلى تهمة.
🔴 والخطورة تكمن قي:
تدمير السمعة في دقائق. فقدان الخصوصية إلى الأبد. استخدام الأسرار ضد صاحبها في صراعات شخصية أو سياسية.
والحل لحماية الأمن الشخصي والقومي:
العودة إلى ثقافة “الإنصات”، والأسر تحتوي أبناءها بدلاً من أن تدفعهم إلى الغرباء، والحكومة تفتح قنوات حوار حقيقية مع الشعب، والمؤسسات تعترف بإنسانية موظفيها لا برواتبهم فقط، فالناس لا يصرخون على السوشيال ميديا حبا في الشهرة، بل لأنهم لم يجدوا من يسمعهم وجها لوجه.
حفظ الله مصر وقيادتها ومؤسساتها وشعبها الطيب الكريم.