
معرفة الدولة لأعدائها أو عدوها من حيث مكامن قوته ومناطق ضعفه وكافة ما يتعلق به جغرافيا وتاريخيا واقتصاديا وسياسيا وايدولوجيا ؛ أحد أهم معطيات الانتصار عليه او على الأقل التفاوض معه بندية ،واشعر بأنه من المطلوب علينا كمصرين وعرب ان نعرف كل شيء عن عدونا/ اعدائنا (خارجيا وداخليا) وان يتم تحديث ذلك بشكل دائم ، وفى بعض الأوقات يصبح هذا الامر واجبا وفرض عين وحتمي ؛ لاسيما في الوقت الراهن والظروف الحالية .
وقبل ان اعرض عليكم بعض من الحقائق الجغرافية عن عدونا التقليدي والمعروف والأزلي لمعرفتها وتحليلها وفهمها واستيعابها لاستخدامها وقتما يحين وقتها -والذي اصبح وشيكا ؛ اعلم تمام العلم ان مفهوم العدو تطورًا كثيرا مع تعاقب الأزمنة والحضارات الإنسانية
فقد كان المفهوم -مفهوم العدو – قديما يركز على الخطر المباشر المرتبط بالحروب، وهو المعنى الذي حدده أرسطو حين ربط بين مفهوم العدو ومفهومي الحرب وتعارض المصالح.
وفي العصور الوسطى تم إضفاء صبغة عقائدية وثقافية على مفهوم العدو؛ فقد تم شن الحروب الصليبية ضد من أسماهم البابا أوربان الثاني أعداء الله تحت غطاء عقائدي محض.
بينما اتخذ مفهوم العدو في العصر الحديث دلالات رمزية لا تربطه بالضرورة بممارسة القوة الحربية، إذ رأى جان جاك روسو أن العدو قد لا يكون بالضرورة أفرادًا أو جماعات، بل قد يتشكل في صورة ما كالفساد أو القمع.
وعلي اية حال ورغم تطور مفهوم العدو مع مر العصور الا اننا نري ان مفهوم العدو بمختلف تعريفاته لا يقابله لدينا سوي كلمة واحدة هي دولة الاحتلال ” إسرائيل” ..وما هذا تجنيا عليها ، ولكن من جراء تصرفاتها قديما وحديثا ؛في فلسطين ولبنان وسوريا وايران وتونس وأخيرا قطر.
وتعالي الآن لنعرف ونتعرف على بعض جوانب هذا العدو جغرافيا نجد أن دولته – تقع في اقصى الجنوب الغربي لقارة اسيا وهي تلاصق جزء من قارة افريقيا من خلال حدودها مع مصر لتكون اقرب الدول الاسيوية الى افريقيا ؛ كما هو الحال بالنسبة لمصر التي تعتبر اقرب الدول الافريقية الى اسيا ، وهما الدولتان الوحيدتان اللتان يشتركان في حدود برية – من القارتين .
وعمن يشاركها من الدول في حدودها البرية ؛ لبنان في شمالها وسوريا فى شمالها الشرقي ،وفي شرقها الأردن ؛ والضفة الغربية ،وفى جنوبها الغربي مصر ، وبالنسبة لحدودها البحرية فهي تشرف بمنفذ بحري ضيق جدا على البحر الأحمر ، وتطل بشريط ساحلي كبير نسبيا على البحر المتوسط يبلغ طوله 273 كم (170 ميل).
ونتيجة لصغر نطاقها الأرضي وطول سواحلها البحرية نسبيا فهي من بين الدول التي يتعاظم فيها النطاق المائي ليصل الي 113% ، ولا يتفوق عليها في ذلك من الدول العربية سوي الدول الجزرية (البحرين ) وشبه الجزرية (قطر) والتي تطل على محيطات (عمان واليمن ) والتي تشبهها في طول سواحلها وصغر نطاقها الأرضي (لبنان ).
وعن شكل دولة “عدونا” فهي دولة طولية او شريطية حيث يبلغ طولها من الشمال للجنوب حوالي 290 ميلاً (470 كيلومترًا) وعرضها من الغرب الي الشرق 85 ميلاً (135 كيلومترًا) وذلك عند أوسع نقطة. وبهذه الملامح فان دولة اسرائيل تكون اقرب ما يكون الى دولة لبنان فى الابعاد والشكل .
وفى ضوء هذه المعطيات الرقمية والابعاد الجغرافية يمكنك اجتياز البلاد بأكملها من الشمال إلى الجنوب في أقل من 10 ساعات بالسيارة، وعبور أضيق نقطة(9ميل) سيرًا على الأقدام في أقل من ساعتين.
اما عن مساحتها الاجمالية فهي تبلغ 8630 ميلًا مربعًا(20700 كيلو متر مربع ) تقريبًا.و تشير هذه المساحة الى انتمائها للدول الصغيرة جدا طبقا لتصنيف بوندز Pounds(1963)
.وبمقارنة مساحة دولة الاحتلال بالدول العربية – كي نعلم مدي صغر مساحتها – نجد انها تقترب من مساحة جيبوتي (23000 كم مربع ) وتتفوق على دول الكويت (17820 كم مربع ) وقطر (11437 كم مربع ) والبحرين(665 كم مربع ) ..فى حين ان اى دولة اخري من الدول العربية اكبر منها مساحة !!!
ومما سبق نجد ان شكل الدولة (الطويل )ومساحتها (الصغيرة جدا ) وظهيرها الجغرافيا العربي (القوس البري) ….من مكامن ضعفها ، وان كان من نقاط قوتها طول شريطها الساحلي على البحر المتوسط (الخط البحري)
واي من هذه المعطيات يسهم فى الفكر الاستراتيجي لها اذ ان مساحتها الصغيرة فضلا عن عقيدتها الدينية تدفعها الى العمليات التوسعية على حساب الصفة وقطاع غزة ..اما شكلها الطولي وحفاظا على اطرافها الشمالية، فهي تهاجم المناطق المجاورة لها .