رؤيتي

هل فعلاً الوعي جحيم والجهل نعمة؟

بقلم : ميرال المنصوري

كلمة “جحيم الوعي” بقت تتكرر كتير وتستخدم بسبب ودون سبب، وكأن الوعي نقمة، وإن اللي بيفكر وبيفهم بيعيش تعبان أكتر من الجاهل، بس الحقيقة غير كده
الجحيم الحقيقي هو إنك تعيش في الدنيا من غير ما تفهم أي حاجة، فتبقى سطحي وساذج وجاهل، تتكرر غلطاتك وتتعاد عليك نفس النتايج والصدمات.
الوعي هو اللي بيخليك تبص للحياة بعدسة أوضح، وتفهم إن ورا كل موقف معنى ومغزى وغرض ولازم نتعلم منه عشان مستقبلنا مايبقاش زي ماضينا.
سقراط من آلاف السنين قال: الحياة غير المفحوصة لا تستحق أن تُعاش. الجملة دي لوحدها بتوضح إن المعاناة مع الفهم أفضل من الراحة مع الغفلة.

حتى علم النفس بيأكد إن الوعي الذاتي أساس أي تطور.
انت إزاي هتعالج عيبك لو مش شايفه؟ إزاي هتستثمر قوتك لو عمرك ما لاحظتها؟
فعشان كدة فرويد قال: أن تكون صادقًا مع نفسك أصعب مهمة في الوجود.
والصدق هنا مش هييجي إلا بالوعي والإدراك.
إدراكك لأفكارك ومشاعرك وسلوكك بيخليك تفك شفرة حياتك: ليه بتتكرر أخطاؤك، ليه بتتعلق بناس معينة، وليه بتقف في نفس الدائرة.
اللاوعي ممكن يديك راحة مؤقتة، لكنه في الحقيقة سجن.
أما الوعي، حتى لو كان مؤلم، فهو أول خطوة للحرية النفسية.

أما عن “نعيم الجهل”
جملة مضللة وتصف حالة من الهروب والتمتع بالغباء والسطحية، لأن الجهل عمره ما كان نعيم، بالعكس هو سبب الضياع والدونية والفساد.
الغافل بيسلم قراره لغيره، يكرر نفس الغلط، يضيّع عمره من غير ما يفهم هو بيعمل إيه وجاي هنا ليه؟
وزي ما قال أفلاطون: الجهل هو جذر وسبب كل شرور البشرية.

الألم اللي مع الوعي هو رسالة لفهمك للحياة وقسوتها وضغوطها وده الطبيعي.
الألم بيخليك لما تصحى تراجع نفسك، وتغير مسارك.
وده بالضبط اللي بيحوّله من “جحيم” إلى “طريق للخلاص”.

نيتشه كان شايف إن الألم مش عدو، بل أداة للنمو، وإن اللي بيمتلك وعي بألمه قادر يبني معنى جديد لحياته.

أتعلم وخليك واعي وأفهم واستعيذ بالله من الجهل وافهم المعنى الحقيقي للألم وإن ألم الجهل أصعب بمراحل من ألم الوعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى