الفن

في ذكراه الـ27.. كيف انتقل سيد مكاوي من الإنشاد إلى قمة التلحين؟

كتبت: دنيا محمد سليمان

تحل اليوم، الإثنين 21 أبريل، الذكرى السابعة والعشرون لرحيل الموسيقار الكبير سيد مكاوي (1928 – 1997)، أحد أبرز أعلام الموسيقى المصرية والعربية، والذي ترك بصمة لا تُنسى في عالم التلحين والغناء، وخلّد اسمه بألحان لا تزال حية في ذاكرة الجمهور العربي.

وُلد “شيخ الملحنين” في حي الناصرية بمنطقة السيدة زينب بالقاهرة يوم 8 مايو 1928، وسط أسرة بسيطة. فقد بصره في عمر العامين نتيجة إصابة لم تتمكن أسرته من علاجها بسبب الظروف المادية الصعبة، إلا أن ذلك لم يمنعه من المضي قدمًا في طريق الفن. دفعته والدته لحفظ القرآن الكريم وتعلم الإنشاد الديني، كما ساعدته على تنمية أذنه الموسيقية بشراء أسطوانات من بائعي “الروبابيكيا” لكبار المطربين.

بدأ مكاوي مسيرته مطربًا في الخمسينيات، يقدم الأغاني التراثية بالأسلوب الشرقي الأصيل، قبل أن تعتمده الإذاعة المصرية رسميًا كملحن ومطرب للأغاني الدينية. وسرعان ما لمع اسمه، فكان من أوائل الذين تعاونوا مع كبار المطربين، مثل محمد عبد المطلب في “اسأل مرة عليا”، وشريفة فاضل في “مبروك عليك يا معجباني يا غالي”، ليبدأ بعدها رحلة فنية مليئة بالإبداع والتميّز.

ويُحسب له ريادة تقديم المقدمات الغنائية للمسلسلات الإذاعية والتليفزيونية، حيث قدّم ألحانًا شهيرة لأعمال مثل “ريا وسكينة”، “شنطة حمزة”، و”عمارة شطارة”. كما لحّن لمطربات الصف الأول مثل ليلى مراد، شادية، نجاة الصغيرة، وصباح، وترك لكل منهن بصمة موسيقية لا تُنسى.

ولعل أحد أبرز إنجازاته هو تطويره لفن “المسحراتي”، إذ لم يكتفِ بتلحينه فقط، بل أصر على أدائه بصوته منذ عام 1964، مكتفيًا بـ”الطبلة” دون فرقة موسيقية، ليقدم عملاً أيقونيًا أصبح تقليدًا رمضانيًا بامتياز يُنسب إليه وحده حتى وفاته.

رحل سيد مكاوي عن عالمنا في 21 أبريل 1997، عن عمر ناهز 68 عامًا، بعد أن قدّم عشرات الألحان التي جمعت بين روح التراث ونبض الشارع المصري. ورغم رحيله، بقيت ألحانه حيّة، ترددها الأجيال جيلًا بعد جيل، شاهدة على عبقرية فنانٍ لم يعرف المستحيل، وجعل من فنه رسالةً خالدةً عبر الزمان والمكان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى